الطائفة الثانية من
المسلمين غلطت في الجهاد: فجعلت الإرهاب جهادًا، الإرهاب والترويع والاعتداء على
الناس، وقتل المُعاهَدين والمُستأمَنين يعتبرونه جهادًا!!
وهو ليس بجهاد، إنما
هو فساد وليس بجهاد، فلا يجوز قتل المُستأمَن والمُعاهَد والذمي؛ لقوله صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ قَتَلَ مُعَاهَدًا، لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ»،
ولقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا
بِٱلۡحَقِّۗ﴾ [الإسراء: 33].
فهؤلاء غلطوا في
الجهاد، ونَزَّلوه في غير منزلته، واعتبروا الإفساد في الأرض جهادًا.
وهو يُشوِّه
الإسلام، تُعاهِده ثم تقتله؟! أو تُؤَمِّنه ثم تقتله؟! هذا يُشوِّه الإسلام! أو أن
ولي الأمر عَقَد معهم العهد، ثم تأتي أنت وتخون ولي الأمر؟! هذا من التشويه
للإسلام والسعي في الأرض بالفساد.
بل اعتبروا أن الانتحار بالتفجيرات من الاستشهاد في سبيل الله! وهو مِن قتل أنفسهم، ومَن قَتَل نفسه عَذَّبه الله في النار؛ كما في الحديث: «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا. وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا. وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا»([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2069).