×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ الَّتِي لَقِيَ فِيهَا الْعَدُوَّ انْتَظَرَ، حَتَّى إِذَا مَالَتِ الشَّمْسُ قَامَ فِيهِمْ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ، وَاسْأَلُوا اللهَ الْعَافِيَةَ. فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا. وَاعْلَمُوا أَنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ».

ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، وَمُجْرِيَ السَّحَابِ، وَهَازِمَ الأَحْزَابِ، اهْزِمْهُمْ وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ»([1]).

*****

 هذا فيه: بيان آداب الجهاد، وما ينبغي لقائد الجيش أن يفعله.

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قائد الجيش في بعض المغازي، كان يقود الجيوش هو بنفسه صلى الله عليه وسلم، وأحيانًا يُؤَمِّر عليها أميرًا ينوب عنه صلى الله عليه وسلم.

ففي بعض المغازي التي قادها بنفسه صلى الله عليه وسلم؛ حصل منه هذا التوجيه للجنود، جنود التوحيد وجنود الإسلام؛ أنه انتظر حتى زالت الشمس.

فدل على: أن القتال إما في أول النهار أو في آخر النهار؛ يعني: في البردين. هذا أحسن ما يكون للجهاد. أما وقت شدة الحر وشدة القيلولة، فإنه لا يكون الجهاد مناسبًا، بل يكون في أول النهار أو في آخر النهار؛ ولهذا انتظر صلى الله عليه وسلم حتى زالت الشمس، ودخل وقت الظهر.

ثم قبل أن يباشر الجهاد قام فيهم خطيبًا، وألقى فيهم الإرشادات والتوجيهات.

فدل على: أن قائد الجند يُوجِّه الجند ويرشدهم، ويأمرهم وينهاهم.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2965)، ومسلم رقم (1742).