×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

كِتَابُ العِتْقِ

 *****

لما كان من أحكام الجهاد الرق، استرقاق النساء، نساء الكفار وأطفال الكفار، لما كان من أحكام الجهاد الاسترقاق، ناسب أن يَذكر المصنف بعده كتاب العتق؛ لأن العتق هو: تحرير الرقيق، وإخراجه من الرق إلى الحرية.

والعتق فيه أجر عظيم؛ لأنه إخراج للمسلم من الرق والعبودية إلى الحرية. فهذا فيه أجر عظيم، ودل على فضله الكتاب والسُّنة وإجماع المسلمين.

والرق موجود في الشرائع السابقة، وهو تابع للجهاد، فمتى وُجِد الجهاد في سبيل الله وُجد الرق.

وإذا استُرق الإنسان، ثَبَت عليه الرق وعلى ذريته - على فروعه - ولا يرتفع إلاَّ بالعتق.

ولهذا يقول الفقهاء أو الفَرَضيون - يقولون: «الرق عَجْز حكمي يقوم بالإنسان، سببه الكفر»، ولا يرتفع إلاَّ بالعتق.

فناسب أن يَعقد المصنف هذا الباب بعد الجهاد.

والرق - كما ذكرنا - له مصدر واحد في الإسلام، وهو الجهاد.

أما نهب الأولاد وبيع الأحرار فهذا محرم، وهذا تَوَعَّد الله بأن يكون يوم القيامة خَصْم مَن فَعَله، هو الذي يخاصمه. مَن استَعبد حُرًّا أو باع حُرًّا، فأَكَل ثمنه، يكون الله خَصْمه يوم القيامة.


الشرح