عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي وَاللهِ - إِنْ شَاءَ اللهُ - لاَ أَحْلِفُ
عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إلاَّ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ
خَيْرٌ مِنْهَا، وَتَحَلَّلْتُهَا»([1]).
*****
مضيت في هذا، فعليك ألاَّ تمضي، وأن تُكفِّر عن
يمينك، وتأتي الذي هو خير.
﴿وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ﴾ [البقرة: 224].؛ أي: مانعًا، ﴿أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ
سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 224]. لا تجعلوا اليمين مانعةً
لكم عن فعل الخير. هذا معنى الآية.
يمكن أن الإنسان
يغضب، ويحلف أنه ما يجامع زوجته، أنه ما يبر بوالديه، أنه ما يزور أقاربه، أنه ما
يصل أرحامه!! ما يجوز له هذا، وعليه أنه يُكفِّر، يبادر بالتكفير، ويفعل الخير: ﴿وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ
ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 224].
هذا مثل ما سبق،
إلاَّ أن الأول من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سَمُرة ووصيته
له. والثاني مِن فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه هو صلى الله عليه وسلم
بنفسه إذا حلف ألاَّ يفعل خيرًا، فإنه يُكفِّر عن يمينه ويأتي الذي هو خير.
هذه سُنته صلى الله عليه وسلم وهذه طريقته، فيجب الاقتداء به في ذلك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3133)، ومسلم رقم (1649).