×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 خير ويُكفِّر عن يمينه، ينقض اليمين ويأتي الذي هو خير، الذي حلف على تركه.

كأن حَلَف ألاَّ يزور أقاربه، لا يصل رحمه، لا يتصدق. فهذا حلف على منع الخير، فهذا لا يجوز له الاستمرار في اليمين، بل عليه أن ينقضها وأن يُكفِّر عن يمينه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١ قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ [التحريم: 1- 2].

يعني: ما يحل هذه الأيمان، وهو الكفارة.

فإذا كان نقض اليمين خيرًا من المُضي فيها، فإنك تُكفرها وتأتي الذي هو خير.

وهذا ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله وبفعله!! كان صلى الله عليه وسلم إذا حلف على أمر، فرأى غيره خيرًا منه، كَفَّر عن يمينه وأتى الذي هو خير، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي وَاللهِ - إِنْ شَاءَ اللهُ - لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إلاَّ أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْهَا وَتَحَلَّلْتُهَا»([1]).

والله جل وعلا يقول: ﴿وَلَا تَجۡعَلُواْ ٱللَّهَ عُرۡضَةٗ لِّأَيۡمَٰنِكُمۡ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصۡلِحُواْ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ [البقرة: 224].

فإذا حَلَف الإنسان ألاَّ يفعل البر، أو حَلَف ألاَّ يُصلح بين الناس، أو حَلَف أنه لا يتقي الله جل وعلا؛ فلا يجوز له الاستمرار، ويقول: أنا حالف، أخاف أن أكون آثمًا إذا إني ما مضيت. نقول: لا، أن تأثم إذا


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (3133)، ومسلم رقم (1649).