إذًا فيقوم بالوظيفة
أو المسئولية في حالتين:
الحالة الأولى: إذا كَلَّفه ولي
الأمر، واختاره لهذا الشيء.
الحالة الثانية: إذا كان هذا الأمر
سيضيع وهو من مصلحة المسلمين، أو يتولاه مَن ليس أهلاً له، فإنه يتقدم ويطلب أن
يتولاه؛ من أجل أن ينقذه من الضياع، ومن أجل أن يقوم بالقسط بين الناس، وله الأجر
في ذلك.
الآن أكثر الشباب يطلبون
الوظائف، والذي ما يتوظف يُسمَّى عاطلاً، وأبواب الرزق مفتوحة، لو راحوا يبيعون
ويشترون، أو يحترفون، أو يبحثون عن أعمال تليق بهم، ويشتغلون فيها، فهذا أحسن من
الوظيفة، يسمونها الأعمال الحرة، فينبغي هذا.
ينبغي أن الشباب لا
يتوقفون عند الوظيفة، أنهم يطلبون الرزق من وجوهه. وأما التوقف عند الوظيفة فهذا
عجز، والوظائف ما يمكن أن تغطي جميع الأفراد، ما يمكن هذا.
فعلى الشاب القوي
الذي عنده استعداد ألاَّ يضيع كفاءته وينتظر الوظيفة، بل يطلب الرزق من مجالات
كثيرة، وهي أيسر من الوظيفة وأكثر فائدة من الوظيفة، ولا يتعطل الإنسان. هذه
مسألة.
المسألة الثانية -وهي محل الشاهد للباب-: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا»؛ يعني: رأيت نقض اليمين أحسن من التزام اليمين. الواجب أن يبر الإنسان بيمينه وأن يحافظ على يمينه، إلاَّ إذا رأى عدم الاستمرار في اليمين أحسن، فإنه يأتي الذي هو