×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 ولهُمْ أسماعٌ، لكنَّها لم تنَفعُهم، فصارَ وجودُها كعدمه.﴿لَوۡ كُنَّا نَسۡمَعُسَمعًا ينفعُنا،﴿أَوۡ نَعۡقِلُعقلاً ينفعنا﴿مَا كُنَّا فِيٓ أَصۡحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ؛ لأنه ما يكونُ في أصحابِ السعيرِ إلاَّ الصم البكم العمي الذين لا خيرَ فيهم، نسألُ اللهَ العافيةَ.

فالْحَاصِل: أَنَّ هَذِهِ فِرْصَة عَظِيمَةٌ فِي عُمُرِكَ - أَيُّهَا المسلم - فَاغْتَنِمْهَا، وَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يعينك عَلَى الْعَمَلِ الصَّالِحِ فِيهَا، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الْقَبُول، وَالْمَزِيد مِنْ فَضْلِهِ، فَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَمَكَّنَه اللَّهُ مِنَالاِنْتِفَاعِ بِهِ، فَقَد أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَة عَظِيمَة لاَ يَعْدِلُهَا شَيءٌ، لاَ يَعْدِلُهَا والله أَصْحَاب الملايين وَأَصْحَاب الْعِمَارَات وَأَصْحَاب العقارات، وَاَللَّهِ لاَ يعْدلُ هَذَا الشَّهْرِ شَيء لِمَنْ وَفَّقَهُ اللَّهُ سبحانه وتعالى وَلَوْ كَانَ لاَ يَمْلِكُ مِن الدُّنْيَا وَلاَ فلْسًا، إِذا منَّ اللَّه عَلَيْهِ بِهَذَا الشَّهْرِ فَهُوَ الرّابح، وَهُو التَّاجِرُ فِي الْحَقِيقَةِ، وَهُوَ الْغَنِيُّ فِي الْحَقِيقَةِ، فَلَيْس الْغَنِيِّ الَّذِي يَمْلِكُ هَذِهِ الدُّنْيَا، فَإِنَّهُ إذَا ضَيَّعَ الآْخِرَة، فَإِنَّهُ فَقِيرٌ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، الدُّنْيَا لَيْسَتْ لأَحَدٍ، الدُّنْيَا مَمَرٌّ ومعبر، لَيْسَتْ لأَحَدٍ، وَإِنَّمَا هِيَ مِثْلُ الطَّرِيقِ الَّذِي يَمُرُّ عَلَيْهِ النَّاسُ كُلّهمْ، وَيَتْرُكُونَه لِغَيْرِهِم. نَسْأَلُ اللَّهَ عز وجل َ أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لاغتنام الأَْوْقَات، وَالْمُبَادَرَة بِالطَّاعَات، وَالتَّوْبَة مِنَ الذنوب وَالسَّيِّئَات، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

***


الشرح