×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس الخامس والعشرون

 في النظر إلى وجه الله الكريم، وبيان أسباب حصوله

****

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

فأعظم نعيم يناله أهل الجنة: رؤية وجه ربهم الكريم، كما ثبت ذلك في القرآن الكريم وفي السنة المتواترة، وفي إجماع أهل السنة والجماعة، وذلك في قوله تعالى:﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ[يونس: 26]، والحسنى هي: الجنة، والزيادة هي: النظر إلى وجه الله الكريم، وفي قوله تعالى:﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَايعني: الجنة،﴿وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ [ق: 35] والمزيد: النظر إلى وجه الله.

وقال سبحانه وتعالى:﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ[القِيَامَة: 22] يعني: بهية حسنة من النضرة،﴿إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٞ [القِيَامَة: 23] أي: ترى ربها بالأبصار عيانًا إكرامًا لها، وفي قوله تعالى عن الكفار:﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ [المطففين: 15] فإذا كان الكفار محجوبين عن رؤية ربهم، فإن المؤمنين غير محجوبين.

فالنظر إلى وجه الله الكريم لأهل الجنة ثابت لا شك فيه، وهو ألذ نعيم، وذلك جزاء لهم؛ لأنهم آمنوا به في الدنيا بالغيب، آمنوا به ولم يروه، فأكرمهم الله جل وعلا بأن تجلى لهم في الدار الآخرة ليروه عيانًا، فهؤلاء الذين آمنوا به في الدنيا ولم يروه، كان أعظم جزائهم: أنهم يرونه يوم القيامة ويتلذذون برؤيته.


الشرح