×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس الرابع والعشرون

في فضل الدعاء

****

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فإن الدعاء هو أفضل أنواع العبادة، وقد جاء في الحديث: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَة» ([1])، وقال الله سبحانه وتعالى:﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60]، أمر الله سبحانه وتعالى بالدعاء، ووعد بالإجابة، وأخبر أن الدعاء عبادة:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِيفسمَّاه: عبادة، ودل الحديث على أنه أعظم أنواع العبادة؛ لأن العبادة لها أنواع كثيرة غير الدعاء، ولكن لما كان الدعاء أعظمها سمي: عبادة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ» ([2])، فالحج له مناسك كثيرة - منها الوقوف بعرفة - ولكن لما كان الوقوف بعرفة هو أعظم المناسك، قال صلى الله عليه وسلم: «الْحَجُّ عَرَفَةُ» يعني: أعظم مناسك الحج: الوقوف بعرفة.

كذلك الدعاء، هو نوع من أنواع العبادة، ولكن لما كان هو أعظمها سمي بالعبادة، مما يدل على فضل الدعاء، وأن المسلم مطلوب منه أن يُكثر من الدعاء، والله أمره بذلك، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، أن أمر عباده بالدعاء؛ لأنهم بحاجة إليه، فإذا دعوه أجابهم،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (3828)، وأحمد رقم (18391).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1949)، والنسائي رقم (3044)، وأحمد رقم (18773).