×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

أمَّا إذا أعرضوا عنه فإن الله سبحانه غنيٌّ عنهم، ويكون الضرر عليهم هم، حيث يحرمون من إجابة الله سبحانه وتعالى.

والدعاء له أوقات يتأكد فيها وترجى إجابته فيها؛ منها: هذا الشهر، بل منها هذه العشر، بل منها ليلة القدر، وهذا الشهر كله شهر دعاء وعبادة، ولكن في آخره - في العشر الأواخر - يتأكد فضل الدعاء، ويرجى فيها الإجابة أكثر من غيرها، فينبغي للمسلم أن يجتهد في الدعاء في صلاته، وفي سجوده، وفي ركوعه، وفي سائر أحواله، يلح على الله بالدعاء؛ قال الله تعالى:﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ[البقرة: 186]، فالله قريبٌ مجيبٌ، ولكن الشأن في صدق العبد وإقباله على الله سبحانه وتعالى.

وإجابة الدعاء لها شروط، فليس الدعاء مجرد ألفاظ تُقال، بل والإجابة لها شروط ولها موانع:

منها: الإخلاص لله سبحانه وتعالى: بأن يخلص في قلبه لله عز وجل، ويستقيم ويبتعد عن الشرك، قال تعالى:﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ[غافر: 14]، فالتوحيد شرط في قبوله ودعائه؛ لأن التوحيد يقربه من الله سبحانه وتعالى، ويكون وسيلة لقبول دعائه عند الله عز وجل.

وكذلك من شروط قبول الدعاء: أن يدعو بقلب حاضر مقبل على الله، يرجو الإجابة، ولا يدعو بقلبٍ غافل معرض، فإنما يحرك لسانه فقط، وقلبه معرض وغافل، وهذا لا يستجاب له الدعاء؛ فقد جاء في الحديث: أن الدعاء لا يستجاب من قلبٍ غافلٍ لاهٍ، وفي الحديث الآخر: «ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالإِجَابَةِ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3479)، والحاكم رقم (1817).