المجلس السادس
في قيامه صلى الله عليه وسلم في
شهر رمضان، وذِكر
شيء من خصاله صلى الله عليه وسلم
****
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
ذكر شيء من خصال النبي صلى الله عليه وسلم:
فخصاله صلى الله عليه وسلم وصفاته وشمائله كثيرة جدًّا، ألَّف فيها العلماء مصنفات طويلة، سموها: كتب الشمائل المحمدية، فقد أعطى الله هذا النبي الكريم من الصفات الحميدة ما لم يعطه لمخلوق سواه؛ لأنه أفضل الرسل، وإمام المتقين، وسيد ولد آدم، فكان لا يسبق في أي خصلة من خصال الخير، ولا أحد يدانيه أو يباريه عليه الصلاة والسلام، فقد كان في قيام الليل يقوم قيامًا طويلاً حتى تفطرت قدماه من طول القيام، فقالت له عائشة رضي الله عنها في ذلك: لم تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخر؟ قال: «أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا ؟» ([1]) حتى إن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قام مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الليالي، يظن أنه سيطيق القيام معه، فقام صلى الله عليه وسلم فقرأ سورة البقرة كاملة، ثم قرأ سورة النساء كاملة، ثم قرأ سورة آل عمران كاملة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا وقف يسأل، ولا يمر بآية فيها ذِكر العذاب إلا وقف وتعوَّذ ([2])، حتى قال حذيفة: لقد هممت أن أجلس وأتركه - من طول القيام- » ([3]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1130)، ومسلم رقم (2819).
الصفحة 1 / 128