×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس الثالث والعشرون

 في طبقات المؤمنين

****

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:

قال الله تعالى:﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ٣٢جَنَّٰتُ عَدۡنٖ يَدۡخُلُونَهَا يُحَلَّوۡنَ فِيهَا مِنۡ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٖ وَلُؤۡلُؤٗاۖ وَلِبَاسُهُمۡ فِيهَا حَرِيرٞ ٣٣ [فاطر: 32، 33] الآيات، بَيَّنَ الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات أنه أورث هذا القرآن؛ أي أعطى هذا القرآن العظيم الذين اصطفاهم؛ أي اختارهم، وهم في هذه الأمة، فهذه الأمة هي خيار الأمم كما قال سبحانه وتعالى:﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ [آل عمران: 110]، وقال سبحانه:﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا[البقرة: 143] يعني: عدولاً خيارًا،﴿لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ [البقرة: 143] هذه الآية تدل على فضل هذه الأمة المحمدية، وأن الله اصطفاها، وذلك لمن اتصف بصفات هذه الأمة من الإيمان بالله ورسوله والأعمال الصالحة وترك الأعمال المحرمة، وأما من ينتسب إلى هذه الأمة وهو مخالف لما هي عليه، ومخالف لما دل عليه الكتاب والسنة، فانتسابه إليها لا ينفعه، وإنما هذه فيمن اتصف بصفات هذه الأمة واستقام على عقيدتها وعلى عبادتها وعلى منهجها، فإنه هو الذي يكون من هذه الأمة، ثم قسمهم إلى ثلاثة أقسام: ظالم لنفسه: وهو الذي يفعل المعاصي التي دون الشرك، ومقتصد: وهو الذي يأتي بالواجبات ويترك المحرمات، وقد يفعل بعض المكروهات ويترك بعض المستحبات،


الشرح