×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس السابع عشر

في فضل صلاة التراويح والتهجد في شهر رمضان

****

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فصلاة التراويح من خصائص شهر رمضان، وهي سُنة مؤكدة، بل هي آكد السنن، وقد فعلها النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي من رمضان؛ يُصلي وهم يصلون وراءه، ثم إنه تخلَّف عنهم آخر ليلة خشية أن تفرض عليهم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لو داوم على هذا ولم يتركه لصار فريضة، فتخلف عنهم من أجل أن يعلموا أنها ليست فريضة، وإنما هي سنة مؤكدة، وهي من خصائص شهر رمضان، وتكون صلاة التراويح في أول الليل، فإذا جاءت العشر الأواخر فإنهم يزيدون تهجدًا في آخر الليل؛ ليتم لهم إحياء الليل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان في العشرين الأول يصلي وينام، فإذا جاءت العشر الأواخر شمر وشد المئزر وأيقظ أهله ([1])، وفي رواية: «وَأَحْيَا الليْلَ كُلَّهُ»، وفي روايةٍ: «فَلَمْ يَذُقْ غمْضًا» ([2]).

والحاصل: أن صلاة التراويح سُنة مؤكدة، تفعل جماعة في المساجد، ولا ينبغي للمسلم أن يتخلف عنها أو يتركها؛ لأنه يفوت عليه خير كثير؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([3])، وقال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([4]).


الشرح

([1])  كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (2024)، ومسلم رقم (1174).

([2])  أخرجه: أبو نعيم في الحلية (6/306).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).

([4])  أخرجه: البخاري رقم (1901)، ومسلم رقم (760).