×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس السابع

في فضل تلاوة القرآن

****

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، وبعد:

فهذا بيان فضل القرآن العظيم، وفضل تلاوته والإكثار من ذلك، فإن القرآن هو كلام الله سبحانه وتعالى الذي تكلم به حقيقة وسمعه جبريل، وتحمله من عند الله، وبلَّغه لمحمد صلى الله عليه وسلم وَحْيًا، وبلغه محمد صلى الله عليه وسلم لأمته، وتناقلته أمته جيلاً بعد جيل، فهو كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو الهدى والنور والفرقان والضياء والرحمة، وهو الصراط المستقيم، تكفَّل الله سبحانه وتعالى بحفظه، فلا يتطرق إليه عبثٌ ولا تحريفٌ ولا تبديل ولا تغيير، بل يبقى كما أنزله الله سبحانه وتعالى لهداية الخلق، قال تعالى:﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ[الحجر: 9]، فيبقى كما أنزله الله غضًّا طريًّا إلى أن يرفعه الله في آخر الزمان، فإنه في آخر الزمان يُرفع، فمنه بدأ، أنزله الله عز وجل، وإليه يعود في آخر الزمان، فيرفع من المصاحف ومن صدور الرجال، وذلك عند قيام الساعة، فما دام هذا القرآن باقيًا فالناس بخير، يرجعون إليه، ويقتدون به، ويعملون به، ويحكم بينهم، فإذا رفع فسدتْ حال العالم - نسأل الله العافية - وحلَّ بهم الدمار.

وهذا القرآن أنزله الله جل وعلا للتلاوة والعمل به:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠[فاطر: 29، 30].


الشرح