×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس الرابع عشر

في الخوف من النار

****

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

يقول الله سبحانه وتعالى:﴿فَمَن زُحۡزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدۡخِلَ ٱلۡجَنَّةَ فَقَدۡ فَازَۗ[آل عمران: 185]، فالنار خطرها عظيم؛ لأن النار محفوفة بالشهوات، والنفوس تميل إلى الشهوات؛ إلا من رحم الله سبحانه وتعالى، وخطر النار عظيم جدًّا، ولهذا حذر الله منها في كتابه، وحذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنزل الله على رسوله:﴿وَأَنذِرۡ عَشِيرَتَكَ ٱلۡأَقۡرَبِينَ [الشعراء: 214] أمره أن ينذر الناس عامة، وأمره أن ينذر عشيرته خاصة، والإنذار هو الإخبار عن أمرٍ مخوف، فكان صلى الله عليه وسلم شديد الإنذار عن هذه النار، قال تعالى:﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتۡمٗا مَّقۡضِيّٗا ٧١ ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا ٧٢ [مريم: 71، 72]، فلا ينجو من هذه النار إلا أهل التقوى، والتقوى هي: العمل الصالح المشتمل على ما أوجب الله، وترك ما نهى الله عنه، خوفًا ورجاء، فلا ينجو من هذه النار إلا أهل التقوى، ومن لم يكن من أهل التقوى فإنه لا ينجو من هذه النار، بل يكون مع الظالمين:﴿وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗافيجب على المسلم أن يكون على حذر من هذه النار، وذلك بفعل الأسباب التي تنجيه منها؛ أمَّا مجرد الحذر والخوف، والإنسان مقيم على المعاصي والمخالفات، فهذا خوف لا ينفع، قد قال صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا عَبَّاسُ عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، لاَ أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ،


الشرح