×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي؛ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ([1])؛ فلا ينفعهم مجرد قرابتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم من غير عمل صالح، وإنما ينفعهم عملهم الصالح، فإذا كان هذا في حق قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف بغيرهم؟

فالواجب على المسلم أن ينقذ نفسه من النار، كل إنسان ينقذ نفسه، ولا أحد ينقذ أحدًا، لا الأب ينقذ أبناءه، ولا الأبناء ينقذون آباءهم، ولا الأخ ينقذ أخاه، ولا القريب ينقذ قريبه، هذا إنما يكون في الدنيا، الناس يتعاونون في الدنيا على دفع المكاره وتحمل المشاق، ويدافع بعضهم عن بعض، ويحمي بعضهم بعضًا في هذه الدنيا، أما في الآخرة فلا أحد يدفع عن أحد:﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَ[الانفطار: 19]، ولا تغني نفس عن نفس شيئًا، كل مسئول عن نفسه، إمَّا أن ينقذ نفسه، وإما أن يهلكها، هذا مصير الناس يوم القيامة.

فهذه النار معروضة أمام الناس يوم القيامة، وكلهم يمرون من فوقها على الصراط، تجري بهم أعمالهم، فلا ينجو من هذه النار إلا أهل التقوى:﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ ، هذا الورود على الصراط،﴿وَّنَذَرُ ٱلظَّٰلِمِينَ فِيهَا جِثِيّٗا[مريم: 71، 72]، فالذي معه أعمال صالحة تجري به من فوق هذا الصراط، وتتجاوز به جهنم فينجو، والذي ليس معه أعمال صالحة إذا مرَّ على هذا الصراط سقط في جهنم؛ لأنه ليس معه شيء يجري به ويحمله.

فالخطر شديد جدًّا، والأمر عظيم، لو أنا الإنسان يستحضر هذا الموقف، ويعلم أنه كائن إليه لا محالة، وأن الله أخبر أنه لا بد من حصوله:﴿وَإِن مِّنكُمۡ إِلَّا وَارِدُهَاۚ ، هذا خبر الرب سبحانه وتعالى،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2753)، ومسلم رقم (206).