×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس الخامس

 في فضل الإنفاق في رمضان

****

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فإن الإنفاق من المال الطيب والكسب الحلال في سبيل الله من أجل العبادات، فالعبادة كما تكون بالأبدان تكون أيضًا بالأموال، ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى من أركان الإسلام: الزكاة، التي هي: بذل شيء من المال، وهو حقٌّ معلوم للسائل والمحروم، فجعل الله نوعًا من الصدقات، وهو الزكاة، ركنًا من أركان الإسلام، وكذلك أوجب سبحانه وتعالى أنواعًا من التصدق في الكفارات، مثل كفارة اليمين، وكفارة الظهار، وكفارة قتل الصيد في الحرم أو للمحرم، فأوجب سبحانه بعض الكفارات من الأموال، وما عدا ذلك فإنه يكون تطوعًا من أفضل أنواع التطوع.

وإنفاق المال الحلال في طاعة الله يكون أيضًا في الجهاد، الذي هو من أشرف الأعمال، فالجهاد في سبيل الله بالأموال مقدم على الجهاد بالنفس في آيات القرآن؛ لما فيه من النفع المتعدي، فينبغي للمسلم أن يعلم هذا ليؤدِّي ما أوجب الله عليه في ماله من حق معلوم، وأن يتصدق ويتطوع فيما زاد عن ذلك ولا يَحْرم نفسه، ولا سيما في هذا الشهر المبارك ومواسم الخير، ولا يحتقر الإنسان الصدقة ولو كانت قليلة، فإن الله سبحانه وتعالى ينقذ الإنسان من النار بشقِّ تمرة؛ قال صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَة طَيِّبَة» ([1])، والله جل وعلا يتقبل الصدقة من


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1413)، ومسلم رقم (1016).