×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 عبده المؤمن ويربيها له كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون كالجبل العظيم، فلا يحقرن أحد شيئًا من الصدقة بالمال ولو كان قليلاً، فما بالك إذا كان كثيرًا؟ فإنما تعمر المساجد من الأموال الطيبة، وتبنى المدارس، وينشر الخير، ويجاهد في سبيل الله، فالأموال مجالها واسع، مجال الأموال الطيبة واسع، وخيرها كثير على أهلها إذا أنفقوها في طاعة الله عز وجل:﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنۢبَتَتۡ سَبۡعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنۢبُلَةٖ مِّاْئَةُ حَبَّةٖۗ وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ[البقرة: 261].

والصدقة إذا كانت على القريب المحتاج فإنها أفضل من الصدقة على غيره؛ لأنها على القريب المحتاج تكون صدقة وصِلَة، فيكون فيها أجران: أجر الصدقة، وأجر الصلة.

والإنفاق في سبيل الله يشمل: إنفاق الإنسان على نفسه، وإنفاقه على زوجته وعلى أولاده وعلى أهل بيته، وله في ذلك الأجر العظيم، فالإنفاق إذا كان من كسب طيب، وبنية صالحة، فإن أجره عظيم، وخيره كثير. فعلى الإنسان ألا يغلبه حب المال، والشح بالمال والبخل، أن يحرم نفسه من هذا المال، فإن هذا المال عارية بيده، وقد أتاح الله له فرصة في أن يتصدق منه وأن يقدم لنفسه، فإذا منع الصدقة من هذا المال وجمعه وأوعاه، فإنه سيذهب ويتركه، ويكون نفعه لغيره، ويكون تعبه وحسابه عليه، فكيف يحرم الإنسان نفسه؟ ولماذا يجمع هذا المال وهو يعلم أنه مرتحل، وأنه لا ينفعه من هذا المال إلا ما قدمه لنفسه قبل موته أو بعد موته، صدقة جارية تجري عليه بعد موته؟ «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1631).