المجلس الحادي عشر
في انتهاء العشر الأول ودخول العشر
الأوسط
من شهر رمضان، وما ينبغي للمسلم أن يعمله قبل فوات الأوان
****
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أجمعين.
قد انتهى العشر الأول من شهر رمضان وهي ثلثه، ودخلنا في العشر الثاني، وهي
الأوسط من هذا الشهر، فلنحاسب أنفسنا في هذه العشر التي مضتْ كيف قضيناها؟ وهل
حفظناها بطاعة الله عز وجل واستفدنا منها؟ فمَن كان قد أحسن فيها وحفظها فعليه
بالتزود والإكمال لبقية الشهر، ومَن كان مفرطًا في العشر الماضية ومتكاسلاً، فعليه
بالتوبة والاستدراك لما بقي من هذا الشهر قبل أن يفوت كله ولم يحصل على شيء، ومن
كان مصرًّا على الذنوب والمعاصي ولم يتب إلى الله عند دخول هذا الشهر وعند مضي هذه
العشر، فعليه بالتوبة والندم وإصلاح العمل، فإن الفرصة ما زالتْ بيده، فالإنسان في
هذه الدنيا بين ثلاثة أحوال: الحال الأول: وقت قد مضى لا يمكنه أن يستعيده، ووقت
مستقبل لا يدري هل يدركه أو لا؟ ووقت هو فيه، فعليه أن يغتنمه قبل أن يفوت مع
الوقت الأول.
ما مضى فات المؤمل غيب **** ولك الساعة التي أنت
فيها
فلنعتبر بمضي الأيام فإنه منذ قليل دخل علينا شهر رمضان، والآن مضى ثلثه بمضي العشر الأول، وكأنها لحظة ولكن هذه الأيام مباركة إذا كان الإنسان قد استغلها في طاعة الله،
الصفحة 1 / 128