المجلس التاسع
آداب تلاوة القرآن
****
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فهذا طرف من آداب تلاوة القرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم كلام الله سبحانه
وتعالى، فيجب تعظيمه ويجب احترامه، والتهيؤ لقراءته على أحسن حال؛ فمن آداب
التلاوة: أنَّه إن كان يقرأ من المصحف فإنه يجب عليه أن يتوضأ، ولا يجوز له أن يمس
المصحف على غير طهارة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَمَسُّ القُرْآنَ إِلاَّ طَاهِرٌ» ([1])، وإن كان يقرأ عن
ظهر قلب، فإنه يستحب له أن يكون على وضوءٍ، ويجوز أن يقرأ وهو على غير وضوء.
أمَّا مَن عليه حَدَث أكبر كالجنابة والحيض، فلا يجوز له أن يقرأ القرآن
مطلقًا، لا من المصحف ولا عن ظهر قلب، حتى يتطهر من الحدث الأكبر؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن إلا إذا كان جنبًا، فإنه لا يقرأ القرآن حتى
يغتسل.
ومن آداب تلاوة القرآن: أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم في بداية التلاوة؛ لقوله تعالى:﴿فَإِذَا قَرَأۡتَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ﴾ [النحل: 98] وذلك لأن الشيطان يحضر عند القارئ ليلبس عليه القراءة، ويشوِّش عليه ويصرفه عن التدبر، فإذا استعاذ بالله من الشيطان الرجيم أعاذه الله منه وصرفه عنه، فاستفاد من تلاوته، وإلا فإنه يوسوس له ويشغله عن القراءة، هذه فائدة الاستعاذة في أول القراءة: طرد الشيطان.
الصفحة 1 / 128