ومن آداب التلاوة: أنَّه إذا بدأ من أول سورة أن يقول: بسم الله الرحمن
الرحيم؛ لأن البسملة نزلت في أول السور إلا سورة التوبة، أمَّا بقية السور فإنه
يستحب أن يبدأ البسملة في أولها.
ومن آداب التلاوة: ترتيل التلاوة؛ والترتيل معناه: التأني في التلاوة وعدم
السرعة، وإعطاء الحروف حقها من التجويد حسب استطاعته. المهم أن يترسل في القراءة
فيقرأ آيةً آيةً، ويقف على رءوس الآيات، ولا يهذُّ القراءة هَذًّا، ويهذرم فيها
هذرمةً وسرعةً، هذا يخل بالقراءة، وفي الأثر النهي عن هَذِّ القرآن هذَّ الشعر ([1])، ونثره نثر الدقل؛
يعني: رديء التمر.
ومن آداب التلاوة: أن يحسن صوته بالقرآن، فيقرأ بصوتٍ حسنٍ حسب استطاعته؛
لأن تحسين التلاوة وتحسين الصوت بالقرآن يُرَغِّب في الاستماع، ويُلَذِّذ القارئ
والسامع.
ومن آداب التلاوة: كونه يراعي من حوله، فإذا كان حوله نائم أو قارئ آخر
يقرأ أو يصلي، فإنه لا يجهر جهرًا يشوش على من حوله ويؤذيه، بل يجهر بحسب ما
يُسْمع نفسه، ولا يشوِّش على الآخرين.
ومن هذا نعرف أنَّ هؤلاء الذين يطلقون أصوات مكبرات الصوت من المساجد،
فيشوشون على الناس في بيوتهم، وفي أسواقهم، وفي مساجدهم، أن هذا خلاف المشروع، وهم
يأثمون على ذلك، ولا يؤجرون؛ لأن هذا أذى.
أمَّا إذا كان الإنسان ليس عنده أحد يتأذى بجهره فإنه يجهر الجهر الذي لا يصل إلى حد الإسراف، وإنما يكون جهرًا يسمع نفسه،
([1]) الأثر أخرجه: البخاري رقم (775)، ومسلم رقم (822).