ويسمع مَن يستمع إليه ممن
حوله، وكذلك في صلاة الليل، إذا كان في مكانٍ خالٍ ليس عنده نوام، ولا أحد، فيجهر.
أمَّا إذا كان عنده مَن يشوش عليه بجهره ويتأذى به، فإنه يُسِر، فيراعي مَن
حوله، وبعض الناس لا يراعي من حوله ويشوش على الناس؛ فيشوش على المصلين، ويشوش على
التالين للقرآن في الصفِّ، ويشوش على من حوله، وهذا منهيٌّ عنه، فقد خرج النبي صلى
الله عليه وسلم على أصحابه وهم يصلون من الليل ويجهرون بالقراءة؛ فقال صلى الله
عليه وسلم: «كُلَّكُمْ يُنَاجِي رَبَّه؛
فَلاَ يَجْهَر بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ» ([1])، نهى صلى الله عليه
وسلم عن الجهر الذي يؤذي مَن حوله.
ومن آداب التلاوة - بل من الواجب فيها -: أن يتجنب اللحن الذي يخل بالقراءة؛ من نَصْب المرفوع، أو رفع المنصوب، أو جر المرفوع، أو غير ذلك، يتجنب هذا ويقرأ الآيات حسب الشكل الموضوع على الحروف، فيرفع المرفوع، وينصب لمنصوب، ويجر المجرور، ولا يخلط في ذلك، إلا إذا كان ليس عنده معرفة بالنحو، فهو يتبع الشكل الموجود، أمَّا الذين منَّ الله عليهم بمعرفة النحو فهؤلاء لا يحتاجون إلى الشكل، هؤلاء يعدلون القراءة على حسب قواعد النحو، وإنما جعل هذا الشكل للذين لا يحسنون العربية، فعلى كل حال عليه أن يقرأ حسب الوجه الصحيح من الرفع والنصب والجر والجزم وغير ذلك.
([1]) أخرجه: النسائي في الكبرى رقم (3346)، وأحمد رقم (19022)، ومالك رقم (29).