×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 ومن أعظم آداب التلاوة: تدبُّر القرآن والتأثر بمعانيه، والاتعاظ بمواعظه، والتفكر فيه، ولا يكون المقصود هو ختم القرآن والمرور على الآيات والسور بسرعةٍ، من غير أن ينتفع، ومن غير أن يستفيد، ومن غير أن يتأثر بالقرآن، هذه قراءة لا فائدة منها، فعليه أن يحاول أن يتفهم القرآن حسب استطاعته، وإذا صلحت نيته فإنَّ الله جل وعلا يفتح له باب الفهم، ويفتح له باب الانتفاع بالقرآن، قال تعالى:﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ [محمد: 24]، والقرآن فيه أشياء واضحة يعرفها العامي والمتعلم؛ فذكر النار، وذكر الجنة، وذكر العذاب، وذكر النعيم، وتحريم الربا، وتحريم الزنا، وتحريم الكذب، وتحريم الغش وتحريم الميتة، كل هذا في القرآن، وكلٌّ يعرفه، ففيه أشياء واضحة؛ كوجوب الصلاة، ووجوب الزكاة، ووجوب الصيام، ووجوب الحج، فيه أشياء واضحة يعرف وجوبها أو تحريمها كلُّ قارئ؛ لأنَّ القرآن بلسان عربي، فكل العرب يعرفون معاني القرآن بحسب أفهامهم واستطاعتهم، فلا أحد ممن ينطق بالعربية - عاميًّا أو متعلمًا - إلا وهو يفهم من القرآن شيئًا كثيرًا.

وأما دقائق المسائل ودقائق الأحكام، فهذه من اختصاص العلماء، فالقرآن كل يستفيد منه؛ العامي والمتعلم والعالم - كلٌّ يستفيد منه على حسب استطاعته - فعلى المسلم أن يتدبر القرآن ويتأمل فيه ويتفكر فيه، ويستفيد منه بحسب استطاعته.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

***


الشرح