×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 المجلس الثامن والعشرون

في التخويف من عذاب القبر

****

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:

فعذاب القبر ثابت بالكتاب والسُّنة المتواترة، وإجماع أهل العلم، وهو عذاب البرزخ، والقبر يسمى بالبرزخ؛ لأنه فاصل بين الدنيا والآخرة، فهو منزلة متوسطة، حين يموت الإنسان يودع بالبرزخ، يعني في القبر، ثم يبعث من القبر يوم القيامة ويذهب إلى المحشر، ثم بعد ذلك إما إلى الجنة وإما إلى النار، ويستقر في دار القرار؛ دار الآخرة هي دار القرار.

فالدور ثلاثة: دار الدنيا، ودار البرزخ، ودار القرار؛ فدار البرزخ هي الوسط بين الدارين، وهي القبر، والدنيا دار عمل ولا حساب فيها، ودار البرزخ دار انتظار ومحطة انتظار، ثم ينتقلون إلى الدار الآخرة حينما يبعثون من قبورهم، ولكن هذا القبر وإن كان دار انتظار ودار برزخ، إلا أنه يأتيه فيه مما له في الآخرة؛ إما من النار، وإما من الجنة، يأتيه من الآخرة، إما نعيم وإما عذاب، وهو في قبره، فالقبر إما روضة من رياض الجنة، وإما حُفرة من حفر النار، والعياذ بالله، وذلك بحسب أعمال بني آدم.

فأول ما يوضع الميت في قبره، ويسوَّى عليه القبر، وينتهي دفنه، يأتيه ملكان في قبره، فتعاد روحه في جسده، ثم يُجْلسانه، ثم يسألانه: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟ فالمؤمن يقول: ربي الله،


الشرح