والإسلام ديني، ونبيي محمد
صلى الله عليه وسلم، يثبته الله، كما قال الله تعالى:﴿يُثَبِّتُ
ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡقَوۡلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا
وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا
يَشَآءُ﴾ [إبراهيم: 27]، فإذا أجاب بهذه الإجابة نادى منادٍ من
السماء: «أَنْ صَدَقَ عَبْدِي،
فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّة» ([1])، ثم يوسع له في
قبره مدَّ بصره، فيأتيه من روح الجنة وريحها، وينظر إلى منزلته في الجنة، ويقول:
يا ربي، أقم الساعة، حتى أرجع إلى أهلي ومالي؛ يعني: في الجنة.
وأمَّا المنافق والمرتاب: فإنه إذا سُئل: مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟ فإنه يتلعثم ولا يستطيع الجواب، فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته؛ يعني: إنما كان في هذه الدنيا يقلد الناس ليعيش معهم، من غير إيمانٍ ومن غير توحيدٍ، وإنما يمشي معهم من أجل مصالحه، وهذا هو المنافق الذي يعمل بالأعمال في الظاهر، ولكنه في قلبه كافر ملحد، فيُحال بينه وبين الجواب في القبر، فلا يستطيع أن يقول مثل ما كان يقول في الدنيا؛ لأنه كان يقول: أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، نفاقًا في الدنيا، لكن في القبر لا يستطيع ذلك، بل يعجز ويتلجلج، فيقول: هاه هاه، لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، فينادي منادٍ: «أَنْ كَذَبَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنَ النَّار، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّار» ([2])، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، وذلك في قوله تعالى:﴿وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ﴾[إبراهيم: 27]، فيكون في عذاب، وفي حفرةٍ من حفر النار.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4753)، وأحمد رقم (18534).