×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عذاب القبر، ويأمر بالاستعاذة منه دائمًا؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، ومِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([1])، أمر بذلك في الصلاة في التشهد الأخير قبل السلام، فينبغي للمسلم أن يحرص على هذا الدعاء في التشهد الأخير، وأَلاَّ يتركه.

وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ من عذاب القبر، ويخبر أصحابه بعذاب القبر، ويقول: «لَوْلاَ أَلاَّ تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ مَا أَسْمَعُ» ([2])، ومرَّ صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، بَلَى إِنَّهُ كَبِيرٌ؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الآْخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَبْرِئ مِنْ بَوْلِهِ» ([3]).

فعذاب القبر له أسباب: وهي المعاصي والسيئات، والغيبة والنميمة، وعدم الطهارة من النجاسة، وقد يكون عذابًا دائمًا - والعياذ بالله - إلى البعث، وقد يكون عذابًا مؤقتًا، فبعض المؤمنين يعذبون في قبورهم، ثم يرفع عنهم العذاب، إما بسبب دعاء الصالحين لهم واستغفارهم لهم، وإما لنهاية عذابهم؛ لأن المؤمن - وإن عُذب - لا يدوم عليه العذاب، فيعذب بقدر ذنوبه، ثم يُرفع عنه العذاب، أمَّا الكافر والمنافق فإنه يُعذَّب عذابًا دائمًا.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (588).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2868).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (218)، ومسلم رقم (292).