المجلس العشرون
في فضل العشر الأواخر من رمضان
****
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه،
وبعد:
العشر الأواخر من رمضان التي هي أفضل الشهر، وقد كان النبي صلى الله عليه
وسلم يخص هذه العشر بأعمال جليلة؛ لأنها ختام الشهر، ولأنها ليالي الإعتاق من
النار، ولأنها ترجى فيها ليلة القدر أكثر من غيرها، فكان صلى الله عليه وسلم يصلي
فيها معظم الليل، ويطيل القيام والركوع والسجود، فهذا معنى قوله في الحديث: «أَحْيَا لَيْلَهُ» ([1]) يعني: سهر معظم
الليل، وقيل: إنه كان يسهر الليل كله من هذه العشر، فهو يسهر معظم الليل، أو كل
الليل في العبادة، ولا يسهر في القيل والقال والضحك وتقطيع الزمان، كما يفعله أهل
هذا الوقت في الغالب؛ فغالب أهل هذا الوقت يسهرون ليالي رمضان، لا في صالح دينهم،
ولا في صالح ديناهم؛ وإنما يسهرون على قيل وقال وضحك ومزاح ولعب، وهذه خسارة
عظيمة!
ومما كان صلى الله عليه وسلم يخص به هذا العشر أنه كان يوقظ أهله، وكل صغير وكبير يطيق الصلاة، فهذا فيه: أنه ينبغي للمسلمين أن يوقظوا أهلهم وصبيانهم وأولادهم للصلاة مع المسلمين والمشاركة في العبادة؛ ليحصلوا على الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، فهم يقومون بأنفسهم،
الصفحة 1 / 128