×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

وليلة القدر غير مُعيَّنة في ليلة من ليالي رمضان، فكل ليلة يحتمل أنها هي ليلة القدر، فإذا قام جميع ليالي رمضان فإنه يضمن أنه قد قام ليلة القدر، فيحصل على قيام رمضان كله، ويحصل على قيام ليلة القدر، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَة» ([1])، فهذا مما يؤكد على المسلم أن يحضر صلاة التراويح من أولها إلى آخرها في كل ليالي رمضان، وصلاة التهجد في العشر الأواخر؛ لأجل أن يحصل على هذا الثواب العظيم، ولا يحرم نفسه من هذا الثواب الذي هو أحوج ما يكون إليه زيادة في حسناته وتكفيرًا لسيئاته.

وكثير من السلف الصالح -مع اجتهادهم في الأعمال الصالحة- ما كانوا يتركون صلاة التراويح وصلاة التهجد مع الإمام؛ لأنهم يعلمون ما في ذلك من الأجر، فكانوا يصلون التراويح، ويصلون آخر الليل تهجدًا، وكانوا يصلون القيام، حتى روي أنهم كانوا يعتمدون على العصي من طول القيام، وكانوا يربطون الحبال بين السواري ويتعلقون بها من طول القيام، وكانوا لا ينصرفون إلا عند الفجر، حتى إنهم يخشون أن يفوتهم السحور، كل هذا من حرصهم رضي الله عنهم على تحصيل خيرات هذا الشهر، مع ما همْ عليه من الاجتهاد في طول السنة.

أمَّا نحن، فعندنا التقصير الكثير والكسل الكثير في طول السنة، فإذا أتبعنا رمضان بقية الشهور بالكسل والخمول، فماذا نستفيد؟ فينبغي للمسلم ألاَّ تفوته هذه الليالي، مع ما في صلاة التراويح في هذا الوقت


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1609)، وابن ماجه رقم (1327).