من التخفيف وتقليل
الركعات، كلُّ ذلك من أجل ترغيب المأمومين للحضور، ومع هذا يتخلف الكثير، وما هذا
إلا حرمان وغفلة، فأي فائدة للإنسان أن ينصرف ويترك صلاة التراويح والتهجد، ثم
يذهب إما إلى قيل وقال، وإما إلى طمع دنيا، وإما إلى غير ذلك؟! ماذا يستفيد من
حياته؟! وأمامه جنة ونار، وأمامه حساب، وأمامه أخطار ومهالك، وموازين تطيش
بالذرات، وأمامه صحائف أعمال تُكتب فيها جميع أعماله، وتعطى إياه يوم القيامة
يقرؤها ويحاسب نفسه عليها، الإنسان أمامه مخاطر، وأمامه مهالك، فكيف ينام وكيف
يغفل؟ وكيف يضيع هذه المواسم العظيمة التي جعلها الله منقذة له من الذنوب
والمعاصي، ومنقذة له من النار إذا هو حافظ عليها، أمَّا إذا ضيعها واتبع شهواته
وغفلاته فإنه هو الذي ضيع نفسه، ولا يهلك على الله إلا الهالكون.
نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لصالح القول والعمل والإخلاص، وألا يحرمنا
وإياكم من فضائل هذا الشهر وغيره من فضائل الأعمال، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين.
***
الصفحة 3 / 128