وكذلك من أسباب الإجابة: أن تدعو الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى،
وتناديه بأسمائه: يا رحمن، يا رحيم، يا الله، يا رب؛ قال الله تعالى:﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ
فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾[الأعراف: 180]، فقل: يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا
غفار، يا غفور، يا حي، يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، تناديه جل وعلا بأسمائه
وصفاته، فإن هذا من أسباب قبول الدعاء:﴿فَٱدۡعُوهُ
بِهَاۖ وَذَرُواْ ٱلَّذِينَ يُلۡحِدُونَ فِيٓ أَسۡمَٰٓئِهِۦۚ﴾[الأعراف: 180].
ومن أسباب الإجابة: تحري الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، فمطلوب من
المسلم الدعاء دائمًا وأبدًا، لكن تحري أيضًا الأوقات التي هي أقرب للإجابة، مثل
حالة السجود بين يدي الرب سبحانه وتعالى، ومثل آخر الليل، ومثل آخر ساعة من يوم
الجمعة، ومثل هذا الشهر، وهذه الليالي العشر، فهذه أوقات يرجى فيها إجابة الدعاء
أكثر من غيرها.
ومن موانع القبول - كما ذكرنا -: الغفلة والإعراض حال الدعاء؛ بأن يدعو
الإنسان وقلبه غافل.
ومن أعظم موانع القبول: أكل الحرام؛ فالذي يأكل الحرام لا يستجاب له، كما صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في: «الرَّجُلِ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!» ([1])، فأكل الحرام يمنع من قبول الدعاء، وهو من أعظم الموانع، فعلى المسلم أن يطيب مطعمه. ولما قال سعد رضي الله عنه للرسول صلى الله عليه وسلم: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، قال له: «أَطِبْ مَطْعَمَكَ تُجَب دَعْوَتِكَ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1015).