وقال الله تعالى:﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ
لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩
إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ
مُشۡرِكُونَ ١٠٠﴾[النحل: 99، 100]، فسلطان الشيطان على الكفرة. وأولياء
الشيطان: كل كافر وملحد وزنديق ومنافق وخبيث. أما المؤمنون فإن الشيطان ليس له
سلطان عليهم ولله الحمد، إذا تابوا تاب الله عليهم، وغفر ذنوبهم، ومحا عنهم
سيئاتهم، وغفر لهم كل ما صدر منهم، وضاعف لهم الأجر، وهذا مما يغيظ الشيطان؛ أنه
لا يستطيع أن يمنع فضل الله الذي ينزله على عباده المؤمنين، يغتاظ من ذلك أشد
الغيظ ويتألم، ولكن هذا من فضل الله على المؤمنين.
فهذا الشهر شهر عظيم مبارك، كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي
عنه من جعل الله صيام نهاره فريضة، وجعل قيام ليله تطوعًا، وجعل من تطوع فيه بخصلة
من خصال الخير كمَن أدى فريضة، ومن أدَّى فيه فريضة فهو كمن أدى سبعين فريضة فيما
سواه، وهذا فضل عظيم وبشرى للمؤمنين.
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم من خيرات هذا الشهر وبركاته، وأن يجعلنا
من المستفيدين من فضائله ومن أجوره، وألا يحرمنا وإياكم فضله، ولا يحرمنا وإياكم
من العمل الصالح في هذا الشهر وفي غيره، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
أجمعين.
***
الصفحة 4 / 128