×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 فالله فرض الصيام على هذه الأمة وجعله أحد أركان الإسلام، ورغب النبي صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع زيادة على صيام الفريضة؛ لأن الصيام محبوب إلى الله سبحانه وتعالى، فيحب من عبده أن يُكثر منه، ولكنه سبحانه وتعالى من رحمته بعباده وتخفيفه عنهم لم يفرضه عليهم إلا شهرًا واحدًا في السنة، وبقية الشهور الأحد عشر من السنة يفطرون فيها إن شاءوا، وإن شاءوا زيادة الأجر صاموا منها ما تيسر لهم، فجعل الخيار لهم في سائر السنة بين أن يصوموا وأن يفطروا؛ ولكن صيامهم أحب إليه سبحانه وتعالى، حسب ما بيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم من صيام الأيام التي حددها صلى الله عليه وسلم: صوم يوم الإثنين والخميس من كل أسبوع، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم عشر ذي الحجة، وصوم يوم عرفة، وصوم يوم عاشوراء، ويوم قبله أو بعده، ومَن زاد على ذلك فإنه لا يسرد الصيام كل الدهر، فإن الله يكره من عباده أن يصوموا كل الدهر؛ لما في ذلك من المشقة عليهم، وإنما يصومون ويفطرون، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ويفطر على امتداد السنة، فكان صلى الله عليه وسلم يصوم حتى يقال: لا يفطر، وكان يفطر حتى يقال: لا يصوم؛ بمعنى أنه صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام، وكان يكثر من الإفطار، هذه سُنته صلى الله عليه وسلم.

الحاصل: أن الصيام محبوب إلى الله عز وجل، ولذلك يجب على الصائم أن يُصلح النية في صيامه لله عز وجل، وأن ينوي التقرب إلى الله، وأن يصبر على ما يجده في الصيام من المشقة؛ لأنها في طاعة الله سبحانه وتعالى، فعليه أن يخلص النية وعليه أن يصبر، ثم أيضًا: الصيام ليس مجرد ترك الطعام والشراب والشهوات المأكولة أو المشروبة، ولكنه مع ذلك إمساك عن كل ما حرَّم الله سبحانه وتعالى؛ فالسمع يصونه عن سماع


الشرح