×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

ما لا يحل الاستماع إليه من الغيبة والنميمة، ومن سماع الأغاني والمعازف والمزامير، فإن هذا محرَّم في طول السنة، ولكن في حق الصائم يكون تحريمه أشد؛ لأنه يؤثر على صيامه.

وكذلك يصون لسانه عن الكلام المحرم من الغيبة والنميمة، والسب والشتم، وقول الزور، وإن كان هذا محرمًا في كل السنة، ولكنه في حالة الصيام أشد تحريمًا وأعظم إثمًا؛ لأنه يجرح صيامه.

وكذلك يصون نظره عن النظر إلى ما حرم الله من النظر إلى النساء، أو نظر النساء إلى الرجال، أو النظر في الصور الفاتنة والمسلسلات الخليعة التي تعرض في أجهزة الفيديو أو أجهزة التلفزيون، فيصون نظره عن النظر في هذه الأشياء في جميع الأحوال، ولكن في حالة الصيام يكون ذلك أشد لأنه يفسد عليه صيامه.

فقد يصوم الصائم ويشتد جوعه وعطشه ويشتد تعبه، وليس له أجر عند الله عز وجل، بسبب أنه سلط لسانه في الكلام الحرام، وسلط نظره على النظر الحرام، وسلط أذنيه على استماع المحرم، فهذا في الحقيقة لم يصم، وإنما ترك الطعام والشراب فقط، فهو يتعب بلا فائدة، فالصيام يشمل جميع هذه الأشياء؛ صيام البطن عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، وصيام السمع عن كل كلام محرم، وصيام النظر عن كل ما حرَّم الله النظر إليه، وصيام اللسان عن النطق بالفحش والآثام، فتصوم جميع جوارحه، وكذلك تصوم يده ورجله عن المشي فيما حرم الله والبطش فيما حرم الله.


الشرح