×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 فالصيام عبادة عظيمة، إذا دخل فيه الإنسان فإنه يتجنب كل ما لا يتناسب مع صيامه؛ مثل المحرم بحج أو عمرة إذا دخل في الإحرام حرم عليه أشياء كانت مباحة له قبل الإحرام، وهناك أشياء محرمة عليه في حالة الإحرام وغيره، كذلك الصائم هناك أشياء تحرم عليه وقت الصيام فقط كالأكل والشرب وما أحل الله له قبل الصيام، وهناك أشياء محرمة عليه دائمًا، ولكن يشتد تحريمها في حالة الصيام، فالصائم يجب أن يراعي صيامه عن كل ما يجرحه، حتى لو أن أحدًا اعتدى عليه بالكلام فإنه لا يرد عليه، بل يقول: إني صائمٌ؛ قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُل: إِنِّي صَائِمٌ، إِنِّي صَائِمٌ» ([1])، فلا يرد على مَن تكلم بحقه، بل يقول: إني صائم، فإذا كان لا يرد على مَن اعتدى عليه، فكيف هو يعتدي على الناس؟!

الحاصل: أن الصيام عبادة عظيمة، تجب مراعاته واحترامه، وألا يكون الإنسان في حالة صومه وفي حالة فطره على حدٍّ سواء، وإنْ كان في حالة فطره أيضًا يخاف الله عز وجل ويخشاه، ويتجنب ما حرَّم الله، فإنه في حالة صومه من باب أولى وأحرى، وإلا فإن صيامه يكون مجرد تعب بلا فائدة.

نسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1894)، ومسلم رقم (1151).