ونميمة وشتائم وسباب وكل
كلام قبيح- هذا قد خرق صيامه ومزقه بلسانه، فلا يكون اللسان صائمًا إلا إذا حبس عن
كل كلام محرم، واستعمله صاحبه بذكر الله وتلاوة القرآن والتسبيح والتهليل والعمل
الصالح، هذا الذي يتناسب مع الصائم ومع غير الصائم، ولكن الصائم آكد.
وكذلك الصائم الذي يطلق نظره في الحرام فلا يغض طرفه عن محرم، يخرج إلى
الأسواق وإلى مجامع النساء وإلى محلات الفتنة، ويمتع نظره بالنظر الحرام، فينظر
إلى النساء وإلى المناظر المحرمة، أو يجلس في بيته ويفتح على الشاشة التلفزيونية
أو الفيديو، فتأتيه من أوربا ومن أمريكا، ومن كل مزبلة في العالم مما يبث فيها من
العهر والخلاعة والمجون والصور العارية والفواحش، ويجلس ينظر في هذه الشاشة وهو
صائم! هذا لا يبقى له صيام، ولكن يبقى له جوع وعطش، ولا يبقى له صيام ينفعه عند
الله سبحانه وتعالى.
وكذلك الصائم الذي لا يصون سمعه عما حرم الله، فيستمع إلى الأغاني
والمزامير والمعازف والكلام الباطل، والسباب والشتم، والغيبة والنميمة، هذا لم يصم
الصوم الذي ينفعه عند الله سبحانه وتعالى، وإنما صام صومًا لا فائدة له فيه، وإن
كان لا يؤمر بالإعادة؛ لأنه في الظاهر صائم، ولكنه ليس له أجر عند الله عز وجل،
وصيامه هذا صيام ممزق مخرق، لا يستر عورة ولا يجمل هيئة، ولا يدفئه في البرد أو
يقيه من الحر، صوم إنما هو مهلهل بال لا ينفعه.
فالواجب على الصائم أن يتذكر هذه الأمور، وأن يحافظ على صيامه، فإن صام بطنه عن الطعام والشراب، وفرْجه عن الجماع،