فدلَّ هذا على وجوب حفظ اللسان، واللسان - في الحقيقة - له أخطار كثيرة على
الإنسان في حالة الصيام وفي غير حالة الصيام؛ قال صلى الله عليه وسلم: «وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى
وُجُوهِهِمْ - أَوْ قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إلاَّ حَصَائِدُ
أَلْسِنَتِهِمْ؟» ([1])، فالكلام سهل،
فالإنسان يتكلم ويتلذذ بالكلام، ولكن العاقبة وخيمة، والعقوبة أليمة، والعياذ
بالله، ولذلك يزين الشيطان الكلام للناس مع أنه يقطع في حلوقهم وعروقهم ويهلكهم،
ويكبهم في النار على وجوههم أو على مناخرهم، ولهذا يقول الشاعر:
احْفَظْ لِسَانَك أَيُّهَا الإِْنْسَانُ **** لا
يلدغنك إنَّهُ ثُعْبَانُ
كَمْ فِي الْمَقَابِرِ مِنْ قَتِيلٍ لِسَانِه ****
كَانَتْ تَهَابُ لِقَاءَهُ الشُّجْعَانُ
ويقول الآخر:
يمُوتُ الْفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ **** وَلَيْسَ
يَمُوتُ الْمَرْءُ مِنْ عَثْرَةٍ الرِّجْلِ
فَعَثْرَتُه بِالْقَوْل تذْهب رَأْسَه **** وعثرته
بِالرّجلِ تَبْرَأ عَلَى مَهْلٍ
نسأل الله أن يوفق الجميع لصالح القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
***
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016).
الصفحة 4 / 128