وحجة عليك إذا لم تعمل به،
فإن القرآن يكون خصمًا يوم القيامة لأصحابه الذين حملوه وخالفوه ولم يعملوا به، ومن
تبعه القرآن فإنه يزفه إلى النار، ومن تبع القرآن فإن القرآن يقوده إلى الجنة، فالقرآن
إمَّا أن يكون أمامك يدلك على الخير، ويقودك إلى الجنة، وإما أن يكون خلف ظهرك
يدفعك إلى النار، والعياذ بالله، قال الله تعالى:﴿وَأُوحِيَ
إِلَيَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِۦ وَمَنۢ بَلَغَۚ﴾[الأنعام: 19] فهو
نذير، وهو حجة، وهو قرآن، وهو نور لمن وفقه الله سبحانه وتعالى، فليس بعد نزول
القرآن عذر لأحد؛ لأن الله سبحانه وتعالى بين فيه الحق من الباطل والهدى من
الضلال، فمن أخذ به وعمل به فإنه يكون من السعداء عند الله، ومَن أعرض عنه فإنه
يكون من الأشقياء:﴿وَمَنۡ أَعۡرَضَ
عَن ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ
أَعۡمَىٰ﴾[طه: 124]. نسأل الله العافية، وأن يجعلنا الله وإياكم
من أهل القرآن الذين حفظوه والذين تلوه حقَّ تلاوة، وعملوا به، واهتدوا بهديه،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
***
الصفحة 4 / 128