إلا الله، تذوب لها الجبالُ الرواسي، ولكن أجسام أهل النار تُعذَّب فيها،
وتخلد فيها - والعياذ بالله - فلا يموتون فيها فيستريحون، ويتمنون الموت من أجل أن
يستريحوا، لكن لا يموتون، بل يبقون معذبين فيها أبد الآباد، نسأل الله العافية.
فهذا مما يوجب للإنسان إذا تذكر ما في النار، يوجب له الخوف وتجنب المعاصي،
وإذا تذكر ما في الجنة أوجب له الرجاء والطمع برحمة الله، فيعمل الأعمال الصالحة
والحسنات التي تقربه إلى الجنة، وتسبب له دخولها برحمة الله سبحانه وتعالى. هذا من
حكمة الله جل وعلا أن أجرى في هذه الدنيا نماذج مما في الدارين الجنة والنار؛ من
أجل العظة والاعتبار، والخوف والرجاء.
نسأل اللهَ أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
***
الصفحة 4 / 128