وهذه الأوقات الفاضلة وهذا
العمر، فإنه يكون خاسرًا يوم القيامة؛ لأن الربح إنما هو بالأعمال الصالحة وليس
الربح في الأموال ولا بالجاه ولا بالنسب، وإنما الربح بالأعمال الصالحة، فإن كان
الإنسان وفِّق للعمل الصالح في حياته هذه، فهذا هو الرابح ولو كان من أفقر الناس
ولو كان من أدنى الناس في نسبه أو مرتبته ما دام أنه في طاعة الله عز وجل، فهو
العزيز عند الله، وهو الشريف عند الله، والله لا ينظر إلى الأجسام ولا ينظر إلى
الجمال، وإنما ينظر إلى العمل الصالح، وهو الذي يرتقي به العبد درجة عند الله عز
وجل مهما كان نسبه ومهما كانت منزلته في الدنيا؛ فقد يكون حقيرًا عند الناس لكنه
كريم عند الله سبحانه وتعالى، وقد يكون فقيرًا من الدنيا لكنه غني بالأعمال
الصالحة، غني بالحسنات، وقد يكون وضيعًا في الدنيا لكنه رفيع الدرجات عند الله
سبحانه وتعالى في جنات النعيم، فالعبرة ليست بموازين الناس وتقديرات الناس، وإنما
العبرة بالأعمال الصالحة:﴿إِنَّ
أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾[الحجرات: 13].
وفَّق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
***
الصفحة 5 / 128