فالخطر عظيم، وعلى الإنسان أن يتجنب المعاصي - الكبائر والصغائر - لأن
الصغائر يتهاون فيها الإنسان فتكون كبائر، والصغائر تجتمع على الإنسانِ فتهلكه،
كما أن الأودية تسيل من قطرات المطر، فكذلك المعاصي تجتمع على صاحبها فتهلكه.
فالواجب على المسلم: أن يحذر من المعاصي، وإذا وقع في شيء منها فإنه يبادر
بالتوبة، والله جل وعلا يتوب على مَن تاب، وألا يتساهل مع المعاصي ويغتر بإهمال
الله سبحانه وتعالى، أو يعجب بنفسه فيتمادى بالمعاصي، ويعتمد على حسن الرجاء وعلى
رحمة الله. نعم، رحمة الله واسعة، ولكن عذابه أيضًا شديد، وعقوبته شديدة، فالإنسان
لا يأمن من مكر الله، ولا يتهاون بالمعاصي، ربما يتهاون بالصغيرة فتجره إلى
الكبيرة، ربما يتهاون في الصغيرة فتعظم وتكبر فتهلكه وهو لا يدري، فالواجب على
الإنسان الحذر من جميع المعاصي والذنوب، وأن يبادر بالتوبة، وأن يكثر من
الاستغفار، وأن يُكثر من الحسنات والأعمال الصالحة، وأن يرجو رحمة الله ويخاف من
عقاب الله، فيجمع بين الخوف والرجاء.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه.
***
الصفحة 4 / 128