﴿ وَكَانُواْ
يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ﴾[الواقعة: 47]،
ينكرون البعث، قال الله تعالى لنبيه:﴿قُلۡ إِنَّ
ٱلۡأَوَّلِينَ وَٱلۡأٓخِرِينَ ٤٩لَمَجۡمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَٰتِ يَوۡمٖ مَّعۡلُومٖ
٥٠ثُمَّ إِنَّكُمۡ أَيُّهَا ٱلضَّآلُّونَ ٱلۡمُكَذِّبُونَ ٥١لَأٓكِلُونَ مِن
شَجَرٖ مِّن زَقُّومٖ ٥٢فَمَالُِٔونَ مِنۡهَا ٱلۡبُطُونَ ٥٣فَشَٰرِبُونَ عَلَيۡهِ
مِنَ ٱلۡحَمِيمِ ٥٤فَشَٰرِبُونَ شُرۡبَ ٱلۡهِيمِ ٥٥﴾ [الواقعة: 49- 55].
والهيم: هي الإبل العطاش؛ لأنَّ الإبل إذا عطشت يشتد شربها، كذلك أهل النار،
يشربون كما تشرب الإبل العطاش الحميم:﴿هَٰذَا
نُزُلُهُمۡ يَوۡمَ ٱلدِّينِ﴾[الواقعة: 56]، ﴿نُزُلُهُمۡ﴾ يعني: ضيافتهم -
والعياذ بالله - بئست الضيافة.
هذه النار، وهؤلاء أهلها، وليست النار خاصة بالكافرين فقط، بل يدخلها عصاة
المؤمنين، وأصحاب الذنوب وأصحاب الكبائر من المؤمنين، ويدخلونها ويعذبون فيها،
ويبقون فيها دهرًا طويلاً حتى يصيروا فحمًا، حتى يمتحشوا وتصير أجسامهم فحمًا، ثم
يخرجون من النار بعد ذلك بعد تعذبيهم، ويلقون في نهر الحياة فتنبت أجسامهم ثم
يدخلون الجنة.
فالحاصل: أن المؤمنين العصاة على خطرٍ عظيمٍ، فلا يغتر الإنسان ويقول: أنا مؤمن، ثم يفعل ما يفعل من المعاصي ويتساهل فيها، ويظن أنها لا تضره، فالمعاصي - والعياذ بالله - خطرها عظيم، تورد صاحبها النار ويعذَّب فيها، وقد يبقى فيها مئات السنين، ثم يخرج منها بعد ذلك، فالخطر عظيم، والنار - والعياذ بالله - لا يعلم وصفها إلا الله عز وجل، ولكنه ذَكَر أنواعًا من صفاتها من أجل أن يحذر المؤمنون من الأعمال التي توصل إليها، فكل الشهوات المحرمة وكل المعاصي بأنواعها توصل إلى النار.