فهذا يوجب على المؤمنين
الحذر والخوف، واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى دائمًا وأبدًا، والبعد عن المعاصي
والمحرمات، والإكثار من الطاعات؛ والمحافظة على الفرائض والواجبات، ولا يكفي أن
الإنسان يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقول ذلك بلسانه، لكن لا يغير شيئًا
من أعماله السيئة، بل هو مقيم على المعاصي والسيئات والذنوب، فالاستعاذة باللسان
لا تكفي ولا تنفع، وإذا استعاذ بالله من الشيطان، فليترك أعمال الشيطان، وأن يبتعد
عن المعاصي والمخالفات، وأن يتوب إلى الله عز وجل مما حصل منه، فما على الشيطان
أشق من التوبة، فإذا تاب المؤمنون فإنه يندم ندمًا عظيمًا؛ لأنه خسر مسعاه وتعبه،
فهو يفرح بالمعاصي، ويفرح بما يصيب منهم من المخالفات، لكن إذا تابوا فإنهم
يتخلصون منه، فيندم عند ذلك ويتحسر، ولهذا يقول: قصموا ظهري بالاستغفار.
فهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى، ومن أشد ما حصل للشيطان من الخسارة
والنكبة: بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله أنقذ به كثيرًا من البشرية، وهداهم
إلى الصراط المستقيم، ولا يزال الإسلام - ولله الحمد - واضحًا جليًّا، يعتصم به من
أراد الله هدايته ونجاته من الشيطان، فالطريق واضح لمن يريد النجاة.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه.
***
الصفحة 3 / 128