×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

 يأكلون ويشربون، والناس في المحشر في الجوع والعطش والضيق والضنك، هم يأكلون على موائدهم ويشربون:﴿كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓ‍َٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِفهذا فضل الصيام، وفضل الصائمين، وأنهم يمتازون يوم القيامة على غيرهم بهذه البشارة، كما أن المهاجر في سبيل الله الذي خرج من بلده وترك أمواله وأولاده لله عز وجل فارًّا بدينه، يعوضه الله بلدًا أحسن من بلده في الدنيا، ويعوضه منزلاً -أحسن من منزله- في الجنة:﴿وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا حَسَنَةٗۖ وَلَأَجۡرُ ٱلۡأٓخِرَةِ أَكۡبَرُۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ[النحل: 41]، وقال سبحانه وتعالى:﴿يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ أَرۡضِي وَٰسِعَةٞ هذا توجيه للهجرة:﴿يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ أَرۡضِي وَٰسِعَةٞ فَإِيَّٰيَ فَٱعۡبُدُونِ ٥٦كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثُمَّ إِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ ٥٧وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ غُرَفٗا تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ نِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ ٥٨ٱلَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٥٩[العنكبوت: 56- 59] لما تركوا منازلهم وديارهم وأموالهم وأولادهم، وفروا وهاجروا في سبيل الله، عوَّضهم الله منازل عالية، عوضهم في الدنيا ببلد خير من بلدهم، كما حصل المهاجرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الله عوضهم بطيبة الطيبة، يتبوءون فيها المنازل الواسعة، ويأمنون فيها على دينهم، ويصحبون فيها نبيهم محمدًا صلى الله عليه وسلم، وفي الآخرة قد أعد لهم المنازل العالية في جنات النعيم، فدل على أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح