لأنه بحاجة إلى ذلك، وأفضل
النوافل: الرواتب التي مع الصلوات: أربع ركعات قبل الظهر، وأربع ركعات بعدها، أو
على الأقل: ركعتان قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد
العشاء، وركعتان قبل صلاة الفجر، وهما آكد الرواتب، ثم بعد الرواتب: الوتر بالليل،
فإنه سُنة مؤكدة، لا ينبغي تركه لا حضرًا ولا سفرًا.
ثم بعد الوتر صلاة التراويح في رمضان، ثم التهجد بالليل؛ يتهجد المسلم من
الليل ما تيسر له، وكلما أكثر فهو أفضل، وكلُّ الليل محل للتهجد، ولكن آخر الليل
أفضل، وهو الثلث الأخير من الليل، أو جوف الليل، وهو السُّدس من الثلث الأوسط مع
السدس من الثلث الأخير، أو جوف الليل، وإن أخَّر إلى قبيل السحر فيكون من المستغفرين
بالأسحار. والثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي، ينزل ربنا إلى السماء الدنيا
كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: «مَنْ
يَدْعُونِي؟ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي؟ فَأَغْفِرَ لَهُ، مَنْ
يَسْأَلُنِي؟ فَأُعْطِيَهُ» ([1])، وذلك في كل ليلة،
فالذي يوافق هذا الوقت فإنه يحصل على خيرٍ عظيم، ومفتوح له باب الإجابة، فيستغفر
ويكثر من الاستغفار والتوبة في هذا الوقت، ويدعو لنفسه ولوالديه وللمسلمين، فهذه
فرصة متاحة كل ليلة للمسلم.
وصلاة الليل أفضل النوافل، يختمها بالوتر، يجعل آخر قيامه الوتر، وإن صلى من أول الليل فإنه يختم صلاته بالوتر إذا كان لا يثق من قيامه في آخر الليل، وإن كان يثق من قيامه في آخر الليل فيؤخر الوتر ويجعله بعد صلاة آخر الليل، هذا أفضل، المهم أنه لا يترك الوتر؛ إمَّا أن يوتر قبل أن ينام، وإما أن يؤخر إلى آخر الليل، وهذا أفضل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1145)، ومسلم رقم (758).