ثم بعد ذلك صلاة الضحى، من حين ترتفع الشمس قيد رمح، إلى قبيل زوال الشمس
بعد وقوف الشمس في وسط السماء، كل هذا وقت لصلاة الضحى، وكلما تأخرت فهو أفضل،
وأقلها ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات، كل ركعتين بسلامٍ.
أما الموسم السنوي للعبادات، فهو في رمضان، زيادة خير في عمر المسلم، قال
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ
رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
([1])، وفي حديث آخر: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى
يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَة» ([2])، وفي حديثٍ آخر: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا
وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([3])، فهذه فضائل عظيمة
في هذا الشهر العظيم، لا سيما في ليالي العشر، وهي زيادة نافلة في عمر المسلم،
فيضيف إلى ما كان يعمله في طول السنة من النوافل، ويتوجه بقيام شهر رمضان المبارك،
فهذه غنائم للمسلم يتيحها الله له، ويمكنه منها، فلا يليق به أن يضيعها؛ لأنه إذا
ضيعها ضيَّع نفسه وضيَّع عمره، ولم يستفد من حياته.
والواجب على المسلم ألا يغفل مع الغافلين، وأن يكون له نصيب من النوافل بعد
المحافظة على الفرائض، فالذي يأتي بالنوافل ولا يحافظ على الفرائض لا تنفعه
النوافل، وإنما تنفع النوافل بعد المحافظة على الفرائض.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
الصفحة 3 / 128