نقصًا في دينه بادر في إغاثته لتدارك هذا النقص وتعليمه وتنبيهه، ومساعدته
بالحكمة والموعظة الحسنة، واللطف واللين والمؤاخاة، هكذا صفة المؤمنين.
أما الذي يتخذ من عثرات المسلمين مطية لتنقصيهم والسخرية بهم، والكلام بهم
في المجالس، وتنقيصهم وتعييرهم، هذا من المنافقين:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ
أَلِيمٞ﴾ [النور:19]، فالذي يتندر بعثرات المسلمين ويتتبعها ويقول:
فلان فعل كذا، وفلان كذا، والأمير الفلاني، والرئيس الفلاني، ليس له هم إلا أنه
يبحث عن المعايب والنقائص، هذا من صفة المنافقين -والعياذ بالله- الذين يفرحون
بعثرات المسلمين، ويشيعونها ويفخمونها، بل يكذبون عليهم كثيرًا، وإن زعموا أن هذا
من إنكار المنكر، فهو أعظم مما أنكروه.
أما المؤمنون، فإنهم يسترون على إخوانهم، وليس معنى كونهم يسترون أنهم
يسكتون، بل يناصحونهم سرًّا فيما بينهم وبينهم، ويوصلون إليهم النصيحة سرية، بأي
طريق كانت، بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن؛ لأنهم يريدون الإصلاح،
ولا يريدون الإفساد. هذه بعض صفات المؤمنين. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم
بمنِّه وكرمه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
***
الصفحة 5 / 128