﴿وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ﴾ [ال عمران: 114]
هذه من صفاتهم: أنهم دائمًا مع الأوائل في كل طاعة، تجدهم في الصف الأول في
المساجد في الجمع والجماعات، يأتون قبل الأذان أو بعد الأذان، ولا تفوتهم صلاة،
دائمًا في الصف الأول، هذا من المسارعة في الخيرات، أما الذي يتأخر ويتخلف ويفوته
بعض الصلاة، أو تفوته كل الصلاة، ولا يجيء إلا متأخرًا، هذا ليس من المسارعين في
الخيرات، هذا متخلف، وهو على خطر عظيم، يتخلف ويتخلف ويتخلف، وفي النهاية يترك
الصلاة؛ لأن الشيطان يمشي به مرحلة مرحلة، فالخطر عظيم.
فالمسارعة إلى الخيرات من صفات أهل الإيمان: أن الإنسان دائمًا ينشط في
الخير، ودائمًا يكون هو الأول في كل خير؛ إن كان في صلاة، إن كان في صيام، إن كان
في جهاد في سبيل الله، إن كان في صدقات، إن كان في أي عمل خير تجده يبادر، ولا
يتأخر ولا يتباطأ ولا يتكاسل؛ لأن التكاسل عن الخير من علامات المنافقين:﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
قَامُواْ كُسَالَىٰ﴾[النساء: 142]،﴿وَلَا
يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ
كَٰرِهُونَ﴾ [التوبة: 54]، وفي الآية الأخرى:﴿وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ﴾ [التوبة: 67] يعني:
يقبضونها عن الصدقات؛ لا يتصدقون، هذه صفات المنافقين.
فالمؤمن دائمًا يسارع في الخيرات، ولا يتكاسل، ولا يتخلف، وإذا حصل منه مساعدة للمحتاجين والمنكوبين، فإنه يكون له مشاركة في إغاثته ونجدته، حتى ولو بالدعاء لإخوانه المسلمين، يهتم بهم، ويألم لألمهم، ويفرح لسرورهم، فالمسلمون كالجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فالمؤمن مع المؤمنين، يفرح لفرحهم، ويسر لسرورهم، ويتألم لألمهم، وإذا رأى على بعضهم