×
مَجَالِس شَهْرِ رَمَضَانْ

ومن فضائل هذه الليلة: أنها تنزل فيها الملائكة إلى الأرض:﴿تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ[القدر: 4] ملائكة لا يعلم عددها إلا الله؛ لأجل إعانة المسلمين على الطاعات، فإن الملائكة تنزل على المسلمين لإعانتهم على الطاعات، كما تنزل عليهم لإعانتهم على الجهاد في سبيل الله عز وجل، فهي تنزل في هذه الليلة.

والروح، قيل: هو جبريل عليه السلام، كما قال تعالى:﴿نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِينُ ١٩٣عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِينَ ١٩٤ [الشعراء: 193، 194].

وقيل: الروح: نوع من الملائكة لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والروح من معانيه: القوة؛ فالملائكة أقوياء، وينزلون لتقوية المؤمنين على الإيمان والطاعة.

ووصفها بأنها﴿سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ [القدر: 5]، فكلها سلام من الشر ومن الآفات ومن المحاذير، فهي كلها ليلة سالمة؛ يسلم أهلها من الشرور والآفات والبلايا، حتى مطلع الفجر، حتى يجيء طلوع الفجر.

وهذه الليلة ينبغي فيها أمران:

الأمر الأول: صلاة التراويح، وصلاة التهجد، وغير ذلك من صلاة النوافل، فالباب مفتوح لمن أراد أن يزداد من النوافل ويصلي وحده، أو مع جماعة في بيته وفي المسجد، ولو صلى كل هذه الليلة فليس ذلك بكثير، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر فإنه يحيي ليله ويشد مئزره ([1]).


الشرح

([1])  كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (2024)، ومسلم رقم (1174).