وفي رواية: «لاَ يَذُوق غمْضًا» ([1]) عليه الصلاة
والسلام، ولكن إذا قام المسلم مع الإمام في التراويح والتهجد، فهذا خير كثير، وقد
جاء في الحديث: «مَنْ قَامَ مَعَ
الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2]).
والأمر الثاني - في هذه الليلة -: الدعاء، فيكثر المسلم من
الدعاء، سواء في الصلاة أو خارج الصلاة، ودعاؤه في الصلاة أفضل، لا سيما دعاؤه وهو
ساجد، فإن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم
على الإكثار من الدعاء في السجود، فإنه قَمِنٌ أن يستجاب له، فعلى الإنسان أن
يجتهد في الدعاء، ويتحرى الدعوات الجامعة الموافقة للكتاب والسنة، مما ورد في
الكتاب والسنة، وكذلك يدعو بما يحتاج إليه؛ لأن حاجات الناس تختلف؛ فمن الناس من هو
مريض يسأل الله الشفاء، ومن الناس من هو فقير يسأل الله أن يغنيه عن الفقر، وكل
الناس بحاجة إلى المغفرة، وكلهم يستغفرون الله ويطلبون منه المغفرة من الذنوب التي
تحملوها، فيكثر من الاستغفار، وهو طلب المغفرة والرحمة، فإن الله غفور رحيم.
ومن الناس من هو في نقصٍ في دينه، وقد فعل شيئًا من المعاصي والذنوب، فيكثر من الاستغفار والتوبة الصادقة في هذه الليلة، وفي هذه العشر يكثر من الدعاء، وفي آخر كل ليلة من كل السنة.
([1]) أخرجه: أبو نعيم في الحلية (6/306).