ولا يدعو بإثم، أو يدعو لحصول محرم، أي أن يحصل على فعل معصية، أو يدعو
بقطيعة رحم، كأن يدعو على أقاربه، ويدعو على أرحامه، هذا ضد الصلة التي أمر الله
بها، حتى ولو ظلموه، لا يدعو عليهم، بل يحسن إليهم، وما عند الله خير وأبقى، فلا
يدعو بإثم ولا قطيعة رحم، هذا من العدوان في الدعاء الذي نهى الله سبحانه وتعالى
عنه.
فعلى المسلم أن يتأدب بآداب الدعاء، وأن يوقن بالإجابة من الله عز وجل، وأن
يخلص لله في دعائه، وأن يتجنب أكل الحرام، فإن الحرام يمنع قبول الدعاء، وكذلك لا
يستعجل في الإجابة ويقنط من رحمة الله؛ يقول: دعوت ودعوت ولم يستجب لي، ثم يمسك عن
الدعاء، ويقنط من رحمة الله، بل يدعو ويلح، والله جل وعلا أعلم، قد يكون في تأخير
الإجابة مصلحة للعبد مما لو عجلت له الإجابة، فيكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى،
والدعاء عبادة يؤجر عليها الإنسان حتى ولو لم تحصل له حاجته، فإنه يؤجر على دعائه؛
لأنه عبادة، والله جل وعلا أمر بعبادته، وقد يصرف الله عنه من السوء مثل ما طلب،
وقد يؤخر إجابته؛ لأن ذلك أصلح له وأحسن من التعجيل، فالعبد لا يدري ما المصلحة،
فيكل الأمر إلى الله سبحانه وتعالى.
والحاصل: أن الدعاء خير كله، وعبادة لله عز وجل، وهو في كل وقتٍ، ولكن يتأكد في
أوقات الإجابة، مثل هذه الليلة وليالي هذا الشهر المباركة. والله ولي التوفيق،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
***
الصفحة 5 / 128